ancaman banyak berbicara



المناظرة العربية
الترهيب من كثرة الكلام

بإعداد الطالبة:
ليلى نور المجاهدة و نور سعيدة النعيمة

تحت إشراف:
الأستاذ فجر مستقيم
الأستاذة رياغونج سيوي أوتامي


المعهد العالي للدراسات الإسلامية
هداية الرحمن
فيلانج – ماساران – سراجين
2016-2017

المقدّمة:
الحمد لله ربّ العالمين، و الصّلاة و السّلام على نبيّنا محمّد الصادق الوعد الأمين الذي قال: (( مَا مِنْ شَيْئٍ أَثْقَلُ فِيْ مِيْزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ)).[1] اللّهم علّمنا بما ينغعنا و انفعنا بما علّمتنا و ارزقنا علماً. و بعد،
فإنّ الله -جلّ و علا- قد منّ علينا نعمةً كثيرةً، منها اللسان. فيجب علينا أن نحفظه أحسن الحفظ و نستعمله في موضعه. لأنّ اللسان أعظم ضررًا و أخطر سببًا لدخول الناس إلى النار. و ذلك قد يكون بكثرة الكلام. فمن أحد آداب المسلم أن يقل الكلام إلاّ في خيرٍ و يكثر الصمت و السكوت، لقول النبيّ صلّى الله عليه و سلّم: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ و الْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)).[2]
و في هذه المقالة البسيطة –إن شاء الله- نحن سنبحث عن الترهيب من كثرة الكلام، أسبابها، و خطوراتها، و علاجها الذي سنبيّنها في كلّ المبحث من هذه المقالة. 
حطّة البحث:
-                  المقدّمة
-                  المبحث الأوّل     : تعريف كثرة الكلام أو الثرثرة
-                  المبحث الثاني     : ذمّ كثرة الكلام و حكمه
-                  المبحث الثالث    : أسباب بواعث كثرة الكلام
-                  المبحث الرابع     : خطورة كثرة الكلام
-                  المبحث الخامس   : علاج الثرثرة أو كثرة الكلام
-                  الاختتام
المبحث الاوّل: تعريف كثرة الكلام (الثرثرة)
الثرثرة هي كثرة الأكل و الكلام في تخليط و ترديد.[3] أي أن الثرثرة في الكلام هي كثرة الترديد في الكلام و الثرثرون هو الذي يكثرون الكلام تكلّفا و خروجا عن الحقّ. و أمّا الثرثرة في الأكل هي الإكثار في تخليط الطعام. و الثرثرة التي سنبحث في هذه المقالة هي الثرثرة في الكلام.
المبحث الثاني: ذمّ كثرة الكلام و حكمه
أنّ كثرة الكلام لها منفعة و مضرّة. و لكن ضررها أكثر من نفعها. قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( لَا خَيْرَ فِيْ كَثِيْرٍ مِّنْ نّجْوَىهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوْفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيْهِ أَجْرًا عَظِيْمًا)).[4]
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (( لا خير في كثيرٍ من كلام الناس إلّا نجوى من قال ذلك)).[5]
و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في حديثه الشريف: (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ لَا يُلْقِيْ لَهَا بَالاً إِلَّا يَرْفَعُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللهِ لَا يُلْقِيْ لَهَا بَالاً يَهْوِيْ بِهَا فِيْ جَهَنَّمَ)).[6]
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللهِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا، يَهْوِيْ بِهَا فِيْ نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِيْنَ خَرِيْفًا)).[7]
  بهذه الأدلّة نجد أنّ اللسان هي الجارحة الصغيرة. و الكلمة الواحدة قد ترفع درجة صاحبها و قد تهوي صاحبها إلى النار. و بكلمة تستحل المرأة بالقبول و الإيجاب، و بكلمة تسبب طلاقا في حياة الزوجيّة، بكلمة قد تسبب الخصومة بين الأصدقاء، و بكلمة قد تسبب العداوة بين الأقارب، و بكلمة قد تسبب شقاء الأسرة. و من الأشدّ من هذه الأمثال أنّ الكلمة قد تسبب الخروج من الملّة المستقيمة -و إيّاذ بالله-.  و من العكس كلمة تسبب دخول الجنّة و بكلمة تسبب زيادة الثواب بكثرة الدعاء، و مداومة ذكر الله، و ملازمة تلاوة كتاب الله، و غير ذلك.
فعلى هذا صدق رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الذي أمر المؤمن بالصمت و نهى عن كثرة الكلام إلّا في خيرٍ لشدّة خطورتها.
المبحث الثالث: أسباب بواعث كثرة الكلام
تعتبر الثرثرة عادة من أكثر العادات التي تفعلها النساء. و أنّها من غزيرة قوم حواء. و قد كشفت دراسة حديثة أنّ المرأة تقضي خمس ساعات يوميا في النميمة و الثرثرة. و من الممكن هذه الحال التي جعل الله أكثر من أهل النار هي النساء لثرثرتهنّ و وقوعهنّ في حرمة النميمة و الغيبة و غير ذلك من آفات اللسان الأخرى. و ربما هذه الحال لا تخلو من الأسباب الآتية:
-                  الخروج من الملل
-                  الحسد
-                  كثرة القيل و القال
-                  كثرة الجدال
-                  التسكع على حساب الآخرين
-                  الكذب أحيانًا
-                  الخوف من الفراغ و التجرّد
المبحث الرابع: خطورة كثرة الكلام
لقد ذكرنا في السابق بأنّ مضرّة كثرة الكلام أكثر من منفعتها. فلا بدّ علينا أن نبعدها أشدّ البعد و نمارس نفسنا بتقليل الكلام إلّا في خيرٍ لشدّة خطورتها، منها؛   
-                  سبب قسوة القلب
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (( لَا تُكْثِرُوْا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى قَسْوَةُ الْقَلْبِ، وَ إِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ تَعَالَى الْقَلْبُ الْقَاسِي)).[8]
-                  يكثر الزلل و يورث الملل
قال الحسن: (من كثر كلامه كثر كذبه).[9] أو في إحدى القاعدة يقال: (من كثر كلامه كثر خطؤه).[10] فطبعًا أنَ من يكثر الكلام يكثر الزلل و يورث الملل لمن سمعه. 
-                  سبب دخول النار
(( إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِيْ لَهَا بَالًا يَهْوِيْ بِهَا فِيْ جَهَنَّمَ سَبْعِيْنَ خَرِيْفًا)).[11]
و حديث معاذ حين سأل رسول الله ﷺ عن عمل يدخله الجنّة و يباعده عن النار فأجاب  النبيّ ﷺ بحديث طويل. ثمّ أخبره النبيّ ﷺ بملاك ذلك الأمر كلّه و أشار إلى لسانه فقال: (( كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا)). و هذا الحديث يدلّ على أنّ أكثر ما يدخل الناس به النار: النطق بألسنتهم؛ فإنّ معصية النطق يدخل فيها الشرك، و هو أعظم الذنوب عند الله، و يدخل فيها القول على الله بغير علم، و هو قرين الشرك، و يدخل فيها شهادة الزور و السحر و القذف من الكبائر و الصغائر؛ كالكذب و الغيبة و النميمة، و سائر المعاصي الفعلية لا تخلو غالبًا من قول يقترن بها يكون بها معينًا عليها.[12]   
-                  شبه الشياطين
كلّ كلمة تقال في المجالس، في السهرات، في الندوات، في النزهات، أحيانًا تقول شيطان يتكلّم. لأنّهم قد يفرّقون بين المرء و أهله، بين الأمّ و ابنه، بين الشريك و شريكه، بين الجار و جاره.   
-                  يزيل الحكيم و يملّ الحليم
و لا شكّ أنّ كثرة الكلام قد تزيل الحكيم و تملّ الحليم. لأنّ كثرة الكلام في الأمور غير النافعة تسقط الهيبة و تخلّ بالمروءة. و الحكماء سوف يحفظوا كلامهم و يفكّروا قبل يحدّثوا ولا يكلموا الناس إلّا بقدر الحاجة. بخلاف السفهاء الذين يكلّموا الناس كما يريدون و لا يفكّروا كلامهم قبل القول حتّى أصبحت من عندهم يجرحوا بكلامهم.
-                  ظهور العيوب الخافي
أنّ كثرة الكلام وسيلة إلى الوقوع  الغيبة و النميمة و الخصومة و الجدال. و كلّ ذلك من أنواع المعاصي التي يتوسل بها إلى كشف العيوب الخافي. لأنّهم لا يفكّرون  قبل قولهم فأصبح كل ما في ذهنهم مكشوفة حتّى العيوب الذي يخفيها دائمًا.  
-                  تنقص المعاني
من كثر كلامه سقطت هيبته. فأصبح الإنسان يشعرون بالملل و السأم لاستماع أقواله. و اعلم أنّ كثرة الكلام ما تزداد فهمًا بل تنقص معنى. لأنّه قد لا يفهم كلامهم لكثرة ما يقولون.   
المبحث الخامس: علاج كثرة الكلام
-                  اليقين أنّ الآخرين ينزعجون من كثرة الكلام
-                  الحرص على الكلام مع الآخرين مع عدم الإكثار
-                  إعطاء الفرصة للآخرين للتعبير عن رأيهم
-                  إشغال الوقت بالاستغفار و القراءة و بالعمل الخير الآخر
-                  المحاسبة اليومية و مبادرة التوبة من آفات  اللسان
-                  الاشتراك بالمحاضرات الدينية و العلمية و مجالسة المثقفين
-                  الاستماع و الاستفادة
-                  الإجابة على قدر السؤال
-                  عدم تكثير السؤال
-                  استخدام لغة الجسد من لغة اللسان
-                  استخدام مفردات القبول
الاختتـــــــــام
الحمد لله ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على نبيّنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد؛
قد بيّنّا في هذه المقالة عن خطورة كثرة الكلام و علاجها. و قد شرحنا بشرح حسن أنّ كثرة الكلام من أحد آفات اللسان. و اعلم أنّ أيسر حركات الجوارح حركة اللسان، و هي أضرّها على العبد. و أن اللسان هو الذي أهلك بني آدم و أكبّهم على مناخرهم في النار. و إيّاذ بالله.  فينبغي للإنسان المسلم أن لا يخرج لفظة ضائعة، فعليه أن يحفظ ألفاظه بأن لا يتكلّم إلّا فيما يرجو فيه الربح و الزيادة في دينه. و أنّ في اللسان آفتين عظيمتين، إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى:
آفة الكلام و آفة الساكت، و قد يكون كل منهما أعظم إثمًا من الأخرى في وقتها.
فالمتكلم بالباطل شيطان ناطق و الساكت عن الحقّ شيطان أخرس.[13]
و أكثر الخلق منحرف في كلامه و سكوته، فهم على هذين النوعين، و أهل الوسط كفّوا ألسنتهم عن الباطل، و أطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلاً أن تضرّه في آخرته، و إنّ العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، و يأتي بسيّئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله و ما اتصل به.[14]
و لهذا جاء رجل إلى النبيّ ﷺ فقال: عظني و أوجز فقال ﷺ: ((إِذَا قُمْتَ فِيْ صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدّعِ،ٍ وَ لَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعَذَّرَ مِنْهُ غَداً، وَ أَجْمَعَ الْيَأْسَ مِمَّا فِيْ أَيْدِي النَّاسِ)).[15]
فهذه الوصايا الثلاث يا لها من وصايا، إذا أخذ بها العبد تمّت أموره و أفلح. و ينبغي للمسلم أن يشغل لسانه بذكر الله تعالى، ز ما يعود عليه بالنفع في الدنيا و الآخرة، فإن من لم يشغل نفسه، و لسانه بالخير، انشغل و أشغله لسانه، و أشغلته نفسه بما يضرّه.
لقد وصلت هذه المقالة إلى نهايتها. و أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى، و صفاته العلا أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، و أن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح، و إنّه على كل شيئ قدير.
و صلى الله و سلّم و بارك على عبده و رسوله، و خيرته من خلقه، و على آله و أصحابه، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. و الحمد لله ربّ العالمين.
المراجع
-                  آفات اللسان في ضوء الكتاب و السنة
-                  الترهيب من كثرة الكلام
-                  تفسير القرآن العظيم
-                  الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
-                  سنن ابن ماجه
-                  سنن أبي داود
-                  سنن الترمذي
-                  صحيح البخاري
-                  لسان العرب
-                  المهذّب في إحياء علوم الدين


[1] رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب في حسن الخلق، برقم 4799
[2] رواه البخاري و مسلم
[3] ابن منظور، لسان العرب، 2/105
[4] النساء: 114
[5] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/271
[6] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، برقم  6478
[7] رواه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء من تكلم بالكلمة ليضحك الناس، برقم 2314
[8] رواه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في حفظ اللسان، برقم 2411
[9] المهذّب في إحياء علوم الدين، ص. 69
[10] الترهيب من كثرة الكلام، ص. 1
[11] رواه أحمد
[12] جامع العلوم و الحكم، ج 2 ص 814
[13] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي, ص 107
[14] آفات اللسان في ضوء الكتاب و السنة, ص107
[15] رواه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الحكمة، برقم 4171

Komentar

Postingan populer dari blog ini

Khitbah Melalui Media Komunikasi

HUKUM MENERIMA WAKAF DARI ORANG KAFIR

Cara Mengganti Email Blog di blogger